اخر مسمار .. في جهد الحوار
مهما كانت الضغوط التي مارستها بعض القوى مع الرئيس عبدربه منصور بشان تعديل قوام اللجنة الفنية للحوار الوطني وإضافة أسماء جديدة لعضوية اللجنة .. فلا يمكن بأي حال من الأحوال وتحت أي ظروف زمانية ومكانية ان تقف هذه الإضافة من الأسماء الجديدة وتشتمل على اسمي ( الجندي المطيع ووكيل الفرقة في الحراك الجنوبي ) وعلى ( الشيخ المتصابي ) , وذلك بالنظر إلى تعقدات وتعقيدات المشهد السياسي الذي تمر به البلاد في أدق مرحلة من مراحلها والحرجة للغاية والتي تتطلب الكثير والكثير من المرونة من منظومة الحكم والقوى التقليدية الممسكة بمفاصل الأزمة والطامعة في السلطة والمتشحة بثوب الثورة خصوصا فيما يتعلق بجانب القضية الجنوبية التي اجمع الكل على أنها القضية المركزية وأنها عصب الراهن اليمني وتشكل المرتكز الأساس لأي تسوية سياسية في اليمن , وان نجاح الحوار الوطني الذي تشرأب الأعناق نحو انعقاده باعتباره ( المنقذ ) كما ينظر إليه الأوصياء الدوليين ودون نجاحه لن تغادر اليمن عنق الزجاجة الا نحو هاوية الردى , باعتبار ان كل القضايا الأخرى المقترحة على أجندة الحوار – إذا ماتم – لن تحلحل ما درج المجتمع الدولي والقوى التقليدية بوصفها بالأزمة , من منطلق ان القوى والأطراف المتصارعة على اقتسام الثروة والسلطة إذا ما أخفقت في التكامل والتنسيق وإخلاص النيات فيما بينها من اجل الاتفاق على إيجاد السبل الكفيلة بحل القضية الجنوبية وفقا وما يجمع عليه السواد الأعظم من الجنوبيين ,
حيث وانه وفي ظل رفض بعض قوى الحراك الجنوبي المعروفة على الساحة وممانعة قوى أخرى من الحراك من الدخول والمشاركة في الحوار وطرحها لكثير من الاشتراطات والضمانات التي لم ولن تعجب بعض القوى والأطراف السياسية والقبلية والعسكرية المتنفذة والفاعلة , فان إضافة ( عبد الله الناخبي وعبد القوي رشاد ) إلى قوام اللجنة الفنية باعتبار انه ينظر إليهما في الشارع الجنوبي كعملاء لعلي محسن الأحمر وحميد الأحمر وبالتالي فان وجهة نظر هؤلاء معروفة مسبقا – مع سبق الإصرار – تجاه قضية الجنوب , واختيار الناخبي ورشاد كممثلين – مفترضين – لقوى الحراك الجنوبي , عملية جرى طبخها وتشكيلها على عجل وجرى إخراجها على عجل مع ما شاب العملية من زيادة في الملح , وذلك من اجل القيام بهذا الدور – بالدفع المسبق – في الوقت والمكان – غير المناسب – لخدمة تلك القوى والعناصر التي رعت ودعمت إشهار ( المجلس الثوري , ومجلس تنسيق قوى الثورة الجنوبية )
ويأتي اختيار ( الناخبي ورشاد ) لعضوية لجنة الحوار الوطني ليدق أخر مسمار في أخر جهد يمكن ان يبذل لإقناع بعض القوى او الأطراف من الحراك الجنوبي للموافقة والمشاركة في الحوار .
وما يزيد الطين بلة ان تلك القوى الداعمة والراعية والتي تريد الاستحواذ على تمثيل الجنوب وفرض أجندتها تصر على تقديم الناخبي كأمين عام للحراك الجنوبي ( هبة من لايملك لمن لايستحق ) فيما هو يعرف نفسه جيدا انه قد نأى بنفسه بعيدا عن خط سير النضال السلمي للحراك منذ زمن والذي كان له فيه دورا مشهودا _ قد ينظر إليه البعض انه كان مندسا لهذه اللحظة _ وارتمى في أحضان القوى التي تقف على النقيض وجعل من نفسه جنديا مطيعا مهمته تنحصر في استخدام اسمه للتصريحات الصحفية التي تنشر دون معرفته حتى عن كل شاردة وواردة , وتعبر عن مضمون رؤى وتوجهات تلك الأطراف المخالفة كليا وموضوعيا لأطروحات قوى الحراك , ومثله ( رشاد ) الذي تبرأت منه قبائل الصبيحة – لمواقفه هذه – وزادت ان اتهمته بالفساد علنا وتكسبه ومتاجرته بمعاناة أهالي منطقته ونهب مخصصات المشاريع الخدمية , حيث استفادت منه تلك القوى كشخص له تاريخ مشرف , لكنه تنازل طوعية عن تاريخه الناصع بثمن اقل من بخس ورضي بعد هذا العمر ان يكون مطية سهلة بدلا من الدعوة لنفسه بحسن الخاتمة .
كان بالإمكان ما دام الأمر حتميا وتقتضيه الضرورة سواء للسير في إجراءات استكمال التهيئة للحوار او – حتى – لإثارة حفيظة بعض قوى وعناصر الحراك لدفعها للموافقة على المشاركة ان يتم اختيار عناصر ( نظيفة ) وغير مرتهنة لأي مراكز قوى مشيخية او عسكرية يرى فيها الجنوبيون ( العدو اللدود ) وتوجه لهم أصابع الاتهام بأنهم كانوا مرتكز وأعمدة الحرب الظالمة التي شنت عام 1994 ولا زال الجنوب يتجرع ويلاتها حتى اليوم وقوضت حلمه في مشروع الوحدة والمدنية والنماء .
وبذلك فان هذا ا لاختيار قد ألقى بظلاله وعمق من هوة التباعد وفتح ثغرات جديدة سوداء ومأساوية .. بما يسفر عنه ويؤكده في وجدان الجمع الجنوبي بان تلك القوى والأطراف تعمل على تهميش القضية الجنوبية وإفراغها من محتواها وجوهرها بإسناد مهمة تمثيل الجنوب في مؤتمر الحوار إلى تلك الشخصيات المسيرة بالريموت كنترول , ليتسنى لهذه القوى إذا ما نجحت خطتها للوصول إلى انعقاد مؤتمر الحوار , من تحقيق أطماعها في فرض أجندتها ومقترحاتها حول القضية الجنوبية , وفي هذا يمكن الرجوع إلى ما صدر موخرا من تصريحات وأحاديث لرموز من تلك القوى بان على الجنوبيين الدخول في الحوار وطرح ما يشاءون وبعدها يتم التصويت على مقترحات الحلول , ا وان القضية الجنوبية انتهت وحل مطالبها بالتسوية السياسية وإجبار صالح على التنازل ( شكليا ) عن الحكم وزد فوقه ان الحرب التي يرى فيها الجنوبيون أنها أس البلاء وتقرر الاعتذار عنها يأتي من يجدد أنها حرب مقدسة وكان اندلاعها ضرورة حتمية للحفاظ على الوحدة .