الاشكال القائم بين الانتماءات الحزبية اليمنية وقضيه شعب الجنوب
تشهد العملية السياسية في الجنوب تجاذبات داخلية وخارجية وهذه التجاذبات ممكن ان تلعب دوراً ايجابيا لصالح القضية اذا ما احُسن إدارتها . أو العكس.
وعلية فأننا نحاول في هذه العجالة السريعة اثارة قضية من اهم القضايا التي تشهدها العملية السياسية في الجنوب والمتعلقة بذلك الإشكال المتعلق في عضوية عدد كبير من ابناء الجنوب في الاحزاب السياسية اليمنية وموقفهم من القضية الجنوبية حيث وجدوا انفسهم في حالة ازدواجية بين انتماءاتهم والتزاماتهم الحزبية ونضالهم مع بقية افراد الشعب في قضيتهم المحورية قضية شعب الجنوب التي تنشد التحرر من نظام صنعاء اليمني ومع تصاعد نضال الشعب المطالب بالتحرير والاستقلال واستعادة بناء دولته المستقلة ظهر الخلاف جلياً بين مكونات الحراك الجنوبي الشعبي والأحزاب السياسية التي هي بعيدة كل البعد عن مطلب شعب الجنوب الامر الذي انعكس سلباً على نشاط الحراك في الوسط الاجتماعي بسبب هذا الازدواج، وبما ان اعضاء الاحزاب كانوا ضمن السباقين والفاعلين في الحراك الجنوبي لابد من التفهم لهذا الإشكال ومحاولة معالجته من منظور ان اعضاء الاحزاب هم جنوبيين اولاً فمن حقهم المشاركة السياسية والنضال من اجل قضيتهم وهذا واجب وطني عليهم ، إلا ان هذا العمل قد يصطدم في التزامهم بأدبيات ونظم احزابهم التي لا تقر في الاصل مطلب الشعب في الجنوب ، على هذا الاساس جاءت الدعوات التي تطالبهم في فك الارتباط بأحزابهم المركزية، وهي مطالبة واقعية ، اذا لم يوظفها البعض للمزايدة على اخوانهم الحزبيين أوللمكايدة السياسية .
وعليه وجد انفسهم الاخوة المنضويين في اطار الاحزاب اليمنية – على وجه الخصوص الاحزاب الرئيسة – في موقف صعب . وفي هذا المقترح سوف نتناول وضع الاحزاب جنوبية المنشأ مثل الحزب الاشتراكي والرابطة وجهة التحرير , وهي احزاب جنوبية سبق تواجدها مشروع الوحدة الفاشل . فبدلاً من مطالبة هذه الاحزاب بإلغاء ذاتها وانفصالها من المركز وتسليمها للغير والتي هي في الاصل جنوبية، يمكن اخذ المسألة من زاوية اخرى في تقديرنا وهي:
1. ان تقوم هذه الاحزاب بالدعوة الى انعقاد مؤتمرات استثنائية تصحيحية لها في هذا الوقت بالذات ، تعقد في عدن عاصمة الجنوب وتعلن انها الاحزاب الشرعية بعد اقرار موقفها الواضح من قضية شعب الجنوب تماشيا مع خيار الشعب المعلن في مسيراته المليونية منذ سبع سنوات باستعادة هويته الوطنية بدولته السيادية والذي ضحى من اجله المئات من الشهداء 2. تقر هذه الاحزاب نقل مقراتها الى عدن وإعادة النظر في هيئاتها القيادية بالتركيز على العناصر الجنوبية المؤمنة بمشروعية القضية ، فهي بذلك تعيد انتاج ذاتها الوطنية وثقتها بالشعب، بل ان هذا الموقف سوف يشكل خطوة متقدمة في مسار قضية الجنوب ، تربك نظام صنعاء من ناحية، وتلفت العالم باسره لدعم القضية من ناحية اخرى, وتزيل الشكوك عند البعض لما من شانه ترسيخ وحدة الصف الجنوبي. 3. ممكن الاقرار في بقى فروع لهذه الاحزاب في صنعاء تعمل معها على هدف خلق علاقات ايجابية بين الشمال والجنوب وتبادل المصالح بين الشعبين ، حيث تتولى فروع الاحزاب في الشمال العمل في التخلص من الثقافة التي كرسها النظام في صنعاء في تأليب الشمال ضد الجنوب والعكس ، والتي تستند على على العصبوية القبلية والمذهبية والفساد والتي كانت سببا في افشال مشروع الوحدة. وممكن طرح مسألة النضال القادم على قيام وحدة تكاملية بين الشعبين. 4. ان عقد هذه المؤتمرات في الجنوب ونقل الاحزاب الى عاصمة الجنوب عدن هي مسالة لها مبرراتها خصوصاً اذا ما علمنا بأن الحزب الاشتراكي والرابطة يعتمدان على انفسهم في ميزانيتهما، فميزانية الاشتراكي على سبيل المثال بحسب علمنا بأنها تُحصل من عدن والتي تقدر بأكثر من سبعة مليون ريال شهريا من ايجار بعض مقرات الحزب في عدن ، وهي تحت تصرف الحزب في المحافظة فهي كفيلة بتغطية ميزانية الحزب ، والاستغناء عن دعم الحكومة من صنعاء. 5. اما الاحزاب الاخرى مثل حزب المؤتمر والإصلاح الذين هما بالأصل احزاب شمالية المنشأ ، نرى من الانسب ان يقوم اعضاء هذه الاحزاب من الجنوبيين في تأسيس تيارات جنوبية داخل كل حزب يحدد موقفه الواضح من قضية شعب الجنوب الذي قرره الشارع الجنوبي الذين ينتمون اليه فالجنوب ملجأهم الاول والأخير ، خصوصا وان احزابه تقر بالتنوع داخل اطرها ، واقل تقدير ان تحذوا هذه التيارات ما حذاه الحوثيين الذي يدافعون عن قضيتهم الطائفية بكل قوة ، أو الاقتداء بموقف الحوثيين من قضية شعب الجنوب وهو موقف صائب ومتقدم سبق بعض الجنوبيين في الاحزاب السياسية. اقول قولي هذا واستغفر الله لي ولكم ولجميع الساسة الجنوبيين .