في ذكرى مولد الحصان
أوهموا الناس بان صالح قد ترجل عن حصان السلطة وبانه قد مات سياسياً،وعسكرياً وبعد أيام سيغادر اليمن وبعدها الحياة وسيتفرغون هم للشعب الغلبان بالسلب والنهب والقتل والسجن والتنكيل والتجويع وهذه المرة بشرعية ثورية وقرار أممي.. وما انفكت صحفهم وقنواتهم ومواقعهم ومنابرهم تنقل عن مصادر دبولماسية خارجية بان دولة الامارات ومرة روسيا ومرة امريكا…..الخ لا تمانع من أستقبال صالح وستمنحه تأشيرة دخول لاكمال ما تبقى من حياته هناك..وهكذا ظلوا يمنون انفسهم المريضة بالتخلص من الرجل .. لكنها مجرد أماني وها هو صالح يصعد من تحت الانقاض مكبرا ومهللا ومتوعدا كما وعد ذات خطاب الاعداء بالمطاردة ..ها هو يعود للخطب ومناغات الشعب الجاهل،متحديا الجميع وغير مبال بدماء الشهداء .. عاد صالح للخطب ومخاطبة انصاره -ابن خمسة عشر ربيعا-، وعاد قادة المعارضة الهرمة -بسؤ الفعال وقبح النوايا- الى الصراخ من جديد مذعورين من عودة الوحش الكاسر ..وها هم اليوم يصرخون باعلى صوت: اين الشارع؟؟اين الشباب؟؟اين الثوار ؟؟ هيه اخرجوا جميعا ونددوا بالخطاب الممقوت، وطالبوا من جديد بمحاكمة السفاح الذي قتل وسلب ونهب واغتصب، هيه نُقتل هيه نستشهد من اجل الوطن وقد تعود التغذية ومكبرات الصوت وشعارات(الشعب يريد اسقاط النظام) وقد يقطع باسندوه مشاركته في مؤتمر المانحين بالرياض ويعود الى ساحة التغيير بصنعاء للمطالبة برحيل صالح، ناسين او متناسين الحمقاء انهم لم يعودوا اليوم معارضة .. كل ذلك الخوف والرجفان سببه خطاب من يفترض انه الان بالسجن او تحت التراب في ذكرى مولد الحصان .. نحن هنا لا ندافع عن صالح ومواقفنا منه لم ولن تتغير كرئيس أمي وقاتل ومتأمر على اليمن وشعبها، لكننا نحاول ان نميط اللثام على وجوه تتصنع الوطنية والنزاهة والشرف وهي في الاساس اقبح وابشع من صالح، والمقصود هنا حكومة الوفاق والحزب غير الصالح وشلة المصالح التي خلنا انها قد تطهرت أيام الثورة من دنس النفاق والتملق وهم دائما خلف عربة المنتصر .. اليوم الطفل الباكي(باسندوه) يبكي في المملكة امام 30 دولة ويتسول باسم الثورة، ويتوسل الجميع بمساعدة اليمن والوقوف بجانبها، وهذه بنظر معارضي الامس حكام اليوم خطوة جبارة لباسندوه على طريق بيع الكرامة والسيادة، بينما بالامس وحين وقف صالح في ذات الموقف كمتسول شجاع يهدد العالم اجمع ويحذرهم من اندلاع مجاعة في اليمن قائلا بصوت ممتلىء ثقة (ان اندلعت مجاعة في اليمن فستغرق المنطقة بحلبة صنعاء) وكان وضاح فيما يرمي اليه، وقد أفهم جميع المانحين بان شعب اليمن لن يجوع وبجواره النعم، وسيلتهم ان مسه ضر المجاعة لحوم الجيران قبل خيراتهم . كان شجاعا وهو يتسول ومع ذلك شنت المعارضة انذاك حملة شعواء ضده ونعتوه بكل الاوصاف المشينة، وتراهم اليوم يقومون بذات الفعل مع فارق بسيط في الاسلوب والدافع .. ماذ صنعتم غير تجويع الداخل لضمان الصمت والتبعية وترويع الخارج بغرض الابتزاز والتسول ..؟ نصيحة لشباب الثورة بان لا تنجرفوا مرة ثانية في تيار الشعارات والخطب الاخوانية، وابحثوا عن وسيلة للتخلص منهم وصالح في آن ..