المنصورة ..بين رصاص مصبوب وحوار مجذوب
مما لا شك فيه أن الجرائم البشعة التي ترتكب بحق شعب الجنوب عامة وأبناء عدن والمنصورة خاصة ، هي صورة من مقدمة لما يزعمون عنه من حوار وطني ، كما أن رصاصهم المصبوب هناك في ساحة الشهداء بالمنصورة وحواليها هي لغة التواصل لديهم .
هكذا يحدثنا تأريخهم السياسي ، فبأي حوار يتشدقون..؟
.. وعن أي لغة تواصل يتحدث سفيههم ..؟
إن جرائم منصورة الجنوب وعدن هي لغة تواصلهم ونتاج مقدم للحوار معهم ، لماذا ..؟
لأنهم لا يفهمون لغة الحوار والمدنية ، وثقافتهم لا تسمح أبداً بهذا النوع الراقي من التخاطب والمفاوضات .
كيف نحاورهم ..؟ ورصاصهم المصبوب يحرق قبلتنا ..؟ كيف نحاورهم وجرائمهم تبيد شبابنا ..؟، كيف نحاورهم ودباباتهم تدمر مدننا ومنازلنا ..؟ .
إننا ونحن نعيش مرحلة في غاية الخطورة والتعقيد من تأريخ الجنوب السياسي ، لا يجوز أبداً أن تأخذ الأمور شكلها ولونها إلا وفق ما يراه شعب الجنوب ويريده شعب الجنوب ويقرره شعب الجنوب ، ومعروف لدى العالم اجمع مدى القيم الأصيلة التي يتمتع بها الجنوب مذ كان دولة وحتى اليوم ، وعلى رأسها قيمة الحوار السامية ، كما يعرف حضارة شعب الجنوب وفي مقدمتها سلميتهم وثقافتهم المتطورة ، حتى انه أول شعب يناضل سلمياً من اجل تحرير أرضه من الغزاة والمحتلين .
لكننا نقول للعالم ولرعاة المبادرة الخليجية ، هل من المنطقي أن تُختزل إرادة شعب الجنوب وثورته بحوار بائس ، وتحت سقف الوحدة اليمنية المغدورة التي هي أصلاً أساس المشكلة ورأس القضية السياسية الجنوبية .
إنني أشك كثيراً بعقليات هؤلاء السياسيين الذين يطالبون الجنوبيين بالانخراط في حوار محسوم النتيجة مسبقاً ، مثلها مثل الانتخابات البائسة التي حدثت في 21 فبراير الماضي..؟
هل يعقل هؤلاء معنى أن تحاورني وأنت لا تعترف بي ككيان وكدولة وكشعب له تاريخه وثقافته وخصوصيته.. أن تحاورني وخنجرك في خاصرتي..؟ أن تحاورني ..وأنت تفجر جمجمتي ..تحاورني وأنت تدمر منزلي ومدينتي وثقافتي وحضارتي ، أن تحاورني وأنت تدمر إنسانيتي وحياتي ..بل تدمر حياة أبنائي وأجيالي ومستقبلهم ..! هل يعقل هذا ..؟ .
فعن أي حوار يتحدثون إذاً ..؟ ، إننا نقولها بكل صراحة ووضوح أننا لا نرى في غير الحوار حلاً لجميع مشاكل العالم وليس لمشاكلنا فقط ، لكن وفق أطر ووضوح وشفافية ومن أجل التوصل إلى نتيجة حاسمة ونهائية، أما أن يتم الحوار لمجرد الحوار ولمجرد النعيق والنهيق ، فهذا ما لن يكون أبداً .. ومن أجل الحوار الحقيقي يجب أن يستقيم العود الأعوج ، ويعترف كلا المتحاورين بالآخر من أجل حوار حقيقي وجدي يخلصنا ويخلص أخوتنا في اليمن الشمالي من شر المتاعب وعبث الأحداث ، ونبقى أخوة وأشقاء مثلما كنا سابقاً ..وعفى الله عما سلف .