عبدالكريم لالجي بريء
قد يستغرب قارئ هذه الزاوية اليومية من عنوانها التقريري الجازم ببراءة عبدالكريم لالجي المحكوم عليه بالإعدام ظلماً، لأنه مستضعف من عدن ، ومن أصول هندية أسهمت في ترسيخ وتكريس الثقافة الشاملة في حاضرة اليمن الأولى عدن ، مثلها مثل كثير من البيوتات العدنية ذات الأصول الهندية والصومالية والفارسية ، والتي كان لها أدوار مفصلية في ترسيخ التعليم والمهن والثقافة، حتى أننا نحن العرب العاربة نتوارى أمام ملاحمهم الثقافية والفكرية الموصولة بثقافتنا وتاريخنا ، ناهيك عن إسهاماتهم الكبيرة في ترسيخ الثقافة المهنية والتنوع القائم على التعايش والمحبة في عدن.
في نظري إن هذا الحكم الذي يتهم عبدالكريم لالجي بالتخابر لصالح دولة أجنبية يفضح الحقيقة المضحكة المبكية في معادلة أشاوس الرموز القبائلية المتخلفة الذين يتصلون بعلاقات نسيجية مع مختلف الدول ، بل يستلمون منها مخصصات شهرية ، ويتفاخرون بذلك، ويعملون بمنطق براغماتي شعبوي على تدمير أسس الدولة والمواطنة ، ولكنهم ، وبالرغم من كل ذلك يتم التفاوض معهم ليكونوا شركاء في القسمة الظالمة لخيرات الوطن والمواطن ، وبالمقابل يتم إصدار حكم إعدام نافل على المواطن اليمني العدني ذي الأصول الهندية الحضارية عبدالكريم لالجي وكأنه الوحيد في معترك الخيانة الافتراضية .
أمام الرئيس عبد ربه منصور معادلة تستحق وقفة منه، تنتصر للحقيقة والحق ، وتقرأ الحكم بعين حاذقة ترفض الانتقاء الخسيس ، وترى الحق بعين اليقين .
المصادقة على إعدام عبدالكريم يعني المصادقة على إعدام اليمن المأمول. أقولها من واقع إدراك ذوقي ومعرفي لما يجري في وطني المأفون بالمخاتلات والأكاذيب . أقولها استناداً إلى ميتا فيزيقا الروح والوجدان ، متخلياً عن كل تفصيل وتفاصيل ، رائياً لما وراء الآكام والهضاب.
Omaraziz105@gmail.com