الجنوب.. تآمر الى متى..؟
يخطئ من يظن انه بتبنيه لقضايا مناطقية وجغرافية على مستوى الجنوب ،يمكنه إن يحقق مراميه في إيجاد شرخ في صف وحدة أبناء الجنوب أو انه سيثير مخاوف الناس وفزعهم من المستقبل إن استعاد الجنوبيون دولتهم بأن تتفكك هذه الدولة وتعود إمارات و مشيخات الجنوب التي كانت قائمة عند استقلاله عن الاستعمار البريطاني في 30 نوفمبر 67.
تبني البعض لفكرة مطالبة أبناء حضرموت المجتمع الدولي بتبني القضية الحضرمية والترويج لمشروع استقلال حضرموت لن يصب بالتأكيد في مصلحة خصوم القضية الجنوبية لأنهم إذا كانوا اليوم عاجزين عن احتواء هذه القضية رغم كل ما بذلوه من جهد ومال في سبيل وأدها ورغم ما ارتكبوه من قمع وقتل واعتقالات هدفت إثناء هذا الشعب عن مطالبه فإنهم بالتأكيد لن يستطيعوا مواجهة مطلبين في آن تناديان بفك الارتباط معهم.
إزاء قضية كهذه يمكن تفسير تبني البعض الترويج لمشروع استقلال حضرموت من اتجاهين الأول إن يكون هؤلاء قد وصلوا إلى قناعة بفقدانهم للجنوب، وان لا أمل في عودته إلى حضيرة الطاعة وبالتالي فإن الخطوة اللاحقة من قبل هؤلاء هي تبني إستراتيجية انتحارية على قاعدة علي وعلى أعدائي ،وبالطبع ليس وفق سياسة فرق تسد لأنها غير قابلة للتحقيق في حالة كهذه كونها تشبه اللعب بالنار.
القراءة الأخرى لهذا التوجه القديم الجديد تأخذ تفسيرا أعمق وأكثر خطورة ويتمثل في إمكانية ضلوع دول إقليمية ظلت منذ أمد طويل ومازالت تحلم بضم حضرموت إليها بالنظر إلى ما ترى هي أنها عوامل مشتركة تجمعها مع الحضارم ومنها سيطرة الرأسمال الحضرمي على ابرز اقتصاديات دول الخليج وبالتالي يفهم من هذا إن يقايض الخليجيون ضم حضرموت إليهم مقابل مساندة النظام اليمني في إحكام سيطرته على باقي منطق الجنوب وتقديم الدعم السياسي والاقتصادي وربما العسكري للنظام للقضاء على أي مطالب باستعادة الدولة الجنوبية على كامل ترابها الذي دخلت به الوحدة مع الجمهورية العربية اليمنية في العام 90م.
ربما لايدرك كثيرون من صناع المؤامرات والدسائس إن وعيا جديدا قد تشكل على ارض الجنوب كان الفضل في تشكله للمعاناة والآلام والجراح التي عاناها وتكبدها خلال الفترة الماضية والتي ساعدت لأول مرة في تشكل هوية جنوبية موحدة جمعت الفرقاء ووحدت الخصوم ،بل الأهم إن جيلا جديدا تشكل على هذه الأرض خال من عقد ورواسب الماضي الجنوبي المؤلم وهو ما تترجمه الجماهير اليوم في في الميادين والساحات.
إن الترويج لمشاريع الفتنة من قبل البعض ليس سوى أي كانوا ليس سوى محاولة للهروب إلى الأمام لكنه هروب لن يفضي إلا إلى طريق واحد هو وقوع صاحبه في الهاوية.