التقسيم مقابل التمديد!!
السيد عبدالملك الحوثي القادم من مران صعدة لأول مرة اعترف أن الجنوب قضيته سياسية ويطالب بحل مع الجنوبيين من هذا المنطلق .. السلطة حتى الان لا تريد أن نحل القضية الجنوبية من منظورها السياسي بيدها لا بيد عمرو . إذا كان يعتقد البعض أنه سيستخدم القضية الجنوبية للمساومة بها من منطلق ” التقسيم مقابل التمديد” فهو يزيد الأمور تعقيدا على نفسه ، بل ويفقده التأييد الداخلي والإقليمي والدولي لأن الأمر سيتحول إلى استمرار لمعاناة الناس شمالا وجنوبا ، وستتكرر نفس مراوغات المخلوع علي عبدالله صالح في التلاعب في الدستور مرارا ليحصل على منافذ للبقاء والاستمرار في السلطة .الحل لا يمكن ان يأتي من تمرير نظرية ” التقسيم مقابل التمديد ” أي ساتمسك بالاقاليم الستة اذا لم يتم التمديد ، وللأسف تتكشف يوميا هذه النظرية دون أي نفي لها من قبل فخامة الرئيس هادي نفسه أو مؤسسة الرئاسة ، وإذا قبلت الأطراف السياسية بما فيهم أنصار الله التورط في هذه اللعبة للتذاكي على الجنوبيين فإنهم وأهمون لأن صالح قد سبقهم وفشل .. فكل يوم يمر على تأخير حل القضية الجنوبية وفقا لإرادة أبناء الجنوب ، فإنهم بذلك يزيدون الجنوبيين لحمة وتوحد حول مستقبلهم السياسي ، وكل يوم يتم فيه رفض الحل المتاح اليوم .. فإنه لن يكون متاحا أو مقبولا في اليوم التالي اذا استمرت هذه الالاعيب .أعتقد أن المشاورات التي يجريها الرئيس علي ناصر محمد في المنطقة ومع جنوبيين ذوي خبرة سياسية وقانونية قد تمكنه ولأول مرة من تجاوز معضلة وحدة القيادة الجنوبية ، خاصة إذا جرى التركيز على النوعية في الاختيار لا على العدد في القيادة المؤقتة ، كما يجب الاعتماد على الوجوه الجديدة والمؤثرة في المشهد السياسي في الجنوب ، على أن تكون غالبية القيادات الجنوبية السابقة في مجلس استشاري لهذه القيادة الجديدة التي سيكون لاعلانها رسالة للسلطة والاقليم والمجتمع الدولي بأن الجنوب جاهز للتعامل الجاد لحل القضية الجنوبية عبر هذه القيادة المتوقع تشكيلها قريبا.