رياح عاصفة الحزم وما لا تشتهي السفن!
بقلم : علي منصور الوليدي
يحكي الشماليين عن تاريخهم أن المملكة العربية السعودية هي من تطيح وتصنع انظمة الحكم بصنعاء بادارة الانقلابات العسكرية المتعاقبة وباشارة واحدة من اصبع الملك ، بدون ان تطلق المملكة طلقة رصاص واحدة من اراضيها وتظل مفاتيح ادارة نظام الحكم والبلاد والعباد بايديها وصار هذا اعتقاد مسلم به لدى معظم الشماليين.. ويا ويل من يخرج عن طوعها.. ؟!
الا هذه المرة .. انقلب السحر على الساحر ، فعاصفة الحزم التي قادتها المملكة العربية السعودية ودول التحالف العربي بزعم عودة النظام الشرعي اليمني الى صنعاء ، والتصدي للمد الصفوي الفارسي ، كما قيل حينها ، وبحربها التي انطلقت في 25 مارس 2015 وتكمل بعد اسبوعين ست سنوات دامية ومدمرة حصدت البشر والحجر والشجر واستخدمت فيها كل اسلحتها واحدثها ومولتها خزائن اموالها ، الا ان النتيجة جاءت بما لا تشتهي السفن..؟!
حيث جعلت هذه الحرب الضروسة واطالت امدها واهدافها الخفية وغير المعلنة ، جعلت من السعودية عدوا تاريخيا متوجا ، كما كان يقال عنها ، ومن الحوثيين الانقلابيين أنصار الله ، اصحاب حق ومن الشمال المغلوب على امره شعب معتدى عليه وصار الحوثيين قوة لا يستهان بها وامر واقع على الارض ، تهدد امن واستقرار المملكة والخليج برمته ، وقدمت لطهران خدمة على طبق من ذهب يعزز ويسند بقوة مركزها التفاوضي النووي مع الولايات المتحدة الامريكية والغرب ، وصار للاقلية الشيعية في اليمن دولة من العدم وشوكة ايرانية في خاصرة الرياض والمنطقة .. صنعتها بحربها واسلحتها واموالها وبيدها.. اللهم لا شماته؟!