يا حكومة لماذا أنت بيننا !!
حاتم الشعبي ..
منذ أن عرف الإنسان نفسه وهو يحاول أن يتكيف للعيش بالبيئة التي من حوله وما بها من خدمات ومع تطور الحياة ومرور السنين إختلفت هذه العوامل وتعدلت أمور كثيرة فيما عدا الطقس الذي هو نعمة من نعم الله تعالى ولا يستطيع مخلوق تغييرة وتجد المواطن بكل المدن يختار ما يعجبه من أكل سواء في منازلهم أو في المطاعم التي إنتشرت مثل النار بالهشيم وبها مالذ وطاب من أصناف المأكولات وتجد كافة الأماكن بها وسائل التبريد للجو الحار ووسائل التدفئة للجو البارد
وترابطت المدن وتشابكت البحار وانسجمت الأجواء من خلال وسائل النقل المتنوعة التي ربطت المشرق بالمغرب وقربت بين الدول وسهلت الزيارات واللقاءات بين الأصدقاء والشعوب وعُمِّدت من خلال التكنولوجيا الرقمية والتي ألغت كل الحواجز وأوقفت السفريات وعالجت القيود التي تمنع سفر أي شخص لأي بلد ولأي سبب كان من خلال شبكات التواصل الإجتماعي والشبكة العنكبوتية “الإنترنت” وبرامجها المختلفة وأهمها برنامج الـ”ZOOM” الذي وضع وباء كورونا COVID-19 بالزاوية ليخبره بأن الحياة مستمرة ولن تتوقف وهذا كله يحدث لأن هناك حكومات تريد أن تعمل وعقول تفكر لتسهل لشعوبها حياتهم وتبسط لهم الطريق للوصول إلى منصات التفوق والتميز والنجاح وتعطيهم الراحة والأمان
ولكننا نحن نختلف عن بقية دول العالم فنحن تمنينا وجود الحكومة بيننا حتى تقدم لنا كل الخدمات وتسهل علينا كشعب كافة الإجراءات اليومية بحياتنا وفعلاً لبت النداء ووصلت حكومتنا في يوم لا ينسى عبر الزمن وبقوا بين الشعب وها نحن ببداية الشهر الثالث وهي متواجدة بيننا ولم تقصر معنا فعملت وبكل هدوء وببساطة بأن أعادتنا إلى العصر الحجري ورسمت خط بياني منحدر ومؤلم أدى إلى أن إنقطعت كافة سبل الحياة بنا حتى تأكدنا من درجة اللون الأسود الداكن وعرفنا معنى الهدوء التام وإلتمسنا معنى إبتعادك عن العالم الخارجي وبقائك في مكانك بكل ما تحمله الكلمة فبالماضي القريب كنا نعرف الأربع الجدران فقط ولكن كانت معنا ثغرة نتنفس منها وهي شبكة الإنترنت ولكن اليوم نتفاجئ بأنه حتى هذه الثغرة أغلقت علينا بسبب الإنقطاع الكامل للكهرباء ولم يتبقى معنا سوى الماء الذي بالخزانات ولا نعلم كم المتبقي منه حتى الإتصال بالهاتف المحمول غير ممكن
لذا ونحن كشعب يريد الحياة مثل أبسط شعوب العالم نطالب حكومتنا بالعودة من حيثما أتت لنتمكن من العيش كما كنا قبل مجيئها حيث كنا متفائلين بها وهي بيننا لربما صوتنا وألمنا يصلها وتحل لنا المشاكل التي لا تحتاج إلى معادلات فيزيائية أو كيميائية معقدة بل تحتاج إلى صحوة ضمير وقوة قرار لمعالجة الأسباب التي تؤلم الشعب من جذورها ولن نقبل بالحلول الترقيعية مالم فتقدم إستقالتها المسببة للشعب الذي سيضعها فوق رأسه لأنها أوضحت الحقيقة وفضلت الوقوف بجانبه بكل وضوح طالما أن القيود التي قيدت بها يصعب كسرها أو حتى توسعتها لتتمكن من الحركة حتى حركة السلحفاة
فقد مضى اليوم الكئيب يوم الأحد ودخلنا يوم الإثنين الموافق 8مارس2021 وهو يوم المرأة والتي جردت من أبسط حقوقها ولا تزال تتنفس هي وأسرتها بعد يوم كئيب والذي يلقي بضلاله لليوم الثاني على التوالي وهناك من يتألم ويتوجع فماذا تنتظر الحكومة الرشيدة هل تنتظر أن تجمع أكبر عدد من الضحايا لتعمل بعد ذلك أكبر جنازة جماعية وتتفرد بهذا الإنجاز لتدخل به موسوعة غينيس كأول حكومة تقيم جنازة لأبناء شعبها الذين ماتوا بعدم توفر الخدمات الرئيسية والتي تجدها بكل بقعة من بقاع الأرض إلا أرضنا.