ضرورة تاسيس مجلس وطني جنوبي في الوقت الراهن ؟
تتسارع الأحداث في الجنوب وتزداد معانات الناس يوما عن يوم ويسيطر الخوف على قلوب الأطفال والنساء والكهلة من جراء استمرار تلك الجرائم الإنسانية بحق أبناء الجنوب الذي تسفك دمائهم بشكل يومي على طول وعرض ارض الجنوب بصورة مفجعة لم يسبق لها مثل، وتدمير كل ما تبقى من مقدرات وثروات الجنوب، عابثين بكل مقوماته الإنسانية والحضارية ووحدته الوطنية بصورة ممنهجة، وتزرع الكوابح وتحديات إمام مشروعه التحرري ، وهي القناعة التي وصل إليها المحتل كما تدل عليها معاملته وممارسته العبثية بالجنوب أرضا وإنسانا . فهل يعقل ان تمر تلك المشاريع التدميرية لتصل الى مداها العدواني التدميري الدموي على قاعة التوحد السبئي الحرق من الأساس، والذي بدا منذ العام 1990م، وهل يظل المجتمع الدولي والإقليمي متفرج عنها؟ وهل يظل ابناء الجنوب عند هذا المستوى من التباعد والتنافر دون الاسراع الى بلورة وؤية واضحة تخلص شعبنا من هذا التدمير، والموت المحقق ؟ ان الإجابة على ذلك تحتم على كل ابناء الجنوب الشرفا والعقلاء البحث فيها والنظر بعمق الى تلك الاوضاع المتردية والمخيفة التي وصل اليها الجنوب اليوم كفرض حالة طوارئ مستمرة منذُ ان وقع في فخ الوحدة المزعومة عام 1990م واعلان بدء العدوان الهمجي المتمثل في غزو الشمال للجنوب 94م، ، وفرض الوحدة بالقوة- لعل هذا المفهوم هو المناسب لكسب التعاطف الدولي مع الجنوب أسوة بالغز العراقي للكويت ،وما الفرق بينهما- وهي بداية حقبة دخل فيها الجنوب تحت الاحتلال الهمجي والتدميري، تلك هي الحقيقة المرة التي يعيشها المواطن الجنوبي المبتلي بالكوارث في وطن أضعفت قدراته ونهبت ثرواته ،وطن على حافة الهاوية تسوده الفوضى العارمة والاختلالات الامنية، وطن يعيش ابنائه تحت الاذلال الذين لم ولن يرضو به مطلقا . شعب يبحث عن وطن مسلوب الذلكرة و الأرض و الهوية. وطن عبثوا بثرواته وتطاولوا على ذاكرته التاريخية،واذلوا رجاله وهجروا شبابه ، فمهما طال الوضع وساد الظلم ان الأجيال المتناسله من دمائنا لم تنسى ذلك، وسوف تستعيد حقوقها المشروعة بالوسائل المتاحة ، وحتى لا تتعمق الاحقاد بين الاجيال شملا وجنوبا وتولد صرعات قادمة ندعو الاخوة العقلاء في الشمال الى مناصرة جيرانهم واخوتهم في الجنوب وتدارك الوضع والكف عن الخداع واللعب بقضيتهم ، والتوقف عن الحرب الإعلامية والدبلماسية والعسكرية التي يمارسها نظام الاحتلال وأعوانه لاضعاف مشروعية قضية الجنوب. ندوعهم الخروج عن مفهوم قدسية الوحدة والتفكير بوحدة القوة، فان امر بقاء الجنوب في الوحدة او عدمه هو امر متعلق بالجنوبيين وحدهم ؟، كما ان ممارسة الاحتواء وصرف الاموال والدفع ببعض التيارات السياسية والعقائدية والاستناد على الدعم الخارجي و التشويش على القضية عبر عدد من القنوات والوسائل التي تمارس اليوم، وفرغ لها عدد كبير من الدبلماسيين والاعلاميين والسياسيين الذي ينتشرون في عواصم عربية واجنبية ، يقللون من قضية الجنوب ويقارنوها بالمظالم والقضايا المنتشرة في الشمال، وان استبدال النظام سيحل القضية الجنوبية،انه خداع وتظليل على الراي العام ، لمصحة الجميع ان نقول الحقائق وان نفهمها بابعادها الثقافية والسياسية ووالتاريخية ، يكف دجل وخداع وتزييف فذلك لم يستمر ولم يجدي، ولا يمكن ان تدفن القضية، مهما حاولوا الابتعاد عن فهمها الحقيقي لان الجنوب يواجه ثوابت وسياسات تستند على بعد ثقافي واحد ، ومهما تبدل النظام فان قضية الجنوب سوف تبقى قائمة، وقد عبرت عنها ممارسات طالت العشرين العام الماضية ولم تسقط القضية ممارسات لا يمكن ان نفسرها الا بانها تحمل عداوة وزر التاريخ يقذفهوها بحقد دفين طالت كل نواحي الحياة في الجنوب بشكل تتنافى مع كل القيم الإنسانية والأخلاقية وهذا جزاء من الواقع الصعب والمرير الذي يحس كل جنوبي بعض النظر عن موقف اليوم لان الموت يحوم حول رقاب شعب دفع ثمن نزاهته هذا العدوان ، وهذا هو الوجه الحقيقي والواقع الأخلاقي لنظام صنعاء, الذي يدفع ويخطط للحرب الثانية على الجنوب والذي استحضر لها قوى خارجية ،حيث باتت الفوضى هي الاتجاه السائد في الجنوب منذ غزو الجنوب عسكريا في 94م وأنتهاء بتهيئة المناخ لتنظيم القاعدة في الجنوب هدفها القضاء على الحراك الوطني الجنوبي وإعادة احتلال الجنوب مره أخرى، والخلاص على القضيه الجنوبيه . ندرك تماماً إن نظام الجمهورية العربية اليمنية لابدُ رحيله من الجنوب لأن معالم رحيله تتضح جلياً يوماً بعد الأخر ، كما يعبر عنها الوعي المتنامي والنضال المثابر الذي يخوضه ابنا الجنوب ، ودماء الشهدا التي تسفك بشكل مستمر على ارض الجنوب . وتجاه كل ذلك دعونا نطرح التسولات الاتية : التساؤل الاول حول الموقف الإقليمي والدولي وأسباب صمتهم و تجاهلهم لما يجري في من جرائم ترتُكب ضد دولة وشعب الجنوب على الرغم من علمهم أن هناك سقوط المئات من الشهداء واعتقال الآلاف وارتكاب المجازر الجماعية البشعة من مجزة المعجلة الى محرقة 7 اكتوبر واخيرا محرقة دوفس ، بالإضافة إلى ارتفاع الأصوات المنادية باستعادة دولتهم بعد النتائج الكارثية للغزو والاحتلال الذي تسبب في إفشال مشروع الوحدة . والتساول الثاني موجه للجنوبيين وفي مقدمتهم النخب السياسية والاكاديمية والدينية والاجتماعية والقيادات التاريخية والحراكية هل يظلوا في مواقفهم الحالية التي باتت عاجزة على توحد جهدها وتدويل قضيتهم العادلة باتجاه فك الارتباط و نيل الاستقلال بعد إن حُسّم الجنوبيين هذا الطريق كهدف سامي ونبيل . وهذا لن ياتي الا في جمع الجهود , والاتجاه نحو كسر حاجز الصمت الدولي لتدويل مطالب شعبنا في المحافل الدولية ونرى بأنه آن الآن للخروج من دائرة صراعات النخب السياسية والشرذمة ،وعليه تبرز اهمية توحيد الصفوف وجمع الإطراف لإنهاء معاناة شعبنا الجنوبي من هذا الوضع , بروح وحس وطني جنوبي فالمسؤلية التاريخية المسؤلية الوطنية ، والتعامل بعقلية ترتفع الى حجم القضية والمخاطر التي تحاك بها ، والتحرك على أساس بناء تحالف صلب على قاعدة التصالح والتسامح ، وقاعدة الكليات الثلاث ( الكل شركاء، الكل نشطاء ، الكل كانوا ضحايا ) لإنجاح الدعوة في تشكيل مجلس وطني جنوبي لتمثيل اليمن الجنوبي يكون مناهضة لنظام صنعاء وندا له في التفاوض في المحافل الدولية ، ان تشكيل مجلس وطني أمر في غايةا لاهميه في هدا الوقت تحديدا . يتولى التعاطي مع القضية الجنوبية بصفه رسميه يخاطب المجتمع الدولي للأستجابه لإرادة شعب الجنوب في تقرير مصيرة لذلك ستكون فكرة تشكيل مجلس امراً سيلقى استحسان والقبول عند الجميع في الداخل والخارج كما تولى تخفيف الضغط والملاحقات والاعتقالات التي تطال نشطاء الثورة الجنوبية في الداخل , بالإضافة إلى أنه سا يحافظ على وحدة القيادة في داخل الوطن ويمنع الاختراقات وينهي تبادل التهم والتشكيك . من هذا المنطلق نتوجه بالنداء إلى رجال الجنوب المخلصين إلى القيادات التاريخية المشردة خارج الوطن منذ ستينات القرن الماضي والى الوقت الحاضر ، الى القيادة في الحراك الجنوبي والاحزاب السياسية الى المشائخ والسلاطين الى رجال الدين والعلماء الى الجنوبيين في قيادات نظام صنعاء ، الى الشباب الواعد في الميدان عليكم السعي لإنجاح فكرة إعلان تشكيل وطني جنوبي يحافظ على القضية ويدافع عنها ويتبنى حلها. ويدافع عن المواطن الجنوبي الذي يتعرض يوميا للقتل والتنكيل . اليس تاسيس مجلس وطني موحد امرا في غاية الاهمية .