حاصروه .. فاعتقلوه .. فعذبوه .. وعندما يأسوا منه .. أعدموه !
” يا شهيداً نسج المجد وساماً وسقانا من كؤوس العز جاما/ وتراءى في سماء النصر برقاً راحلاً يلقي على الدنيا السلاما/ وتهادى في دروب الموت يسقي روضة العزم جهاداً وانتقاما/ .. وأرانا كيف أن الدمّ يروي قصة الأمجاد ناراً وضراما/ لله درك .. لم تأنس بدنيانا ولم تسر خلف طيف السيف خذلانا / ولم تعفر جبين العز مبتذلاً تستمطر الذل إصغاء و إذعانا” .
قتلوك.. بل أعدموك يا شهيدنا ” خالد ” وأنت اعزل إلا من قلم وورقة، تلك الشياطين التي أهابها وجودك، وهزها نضالك، هاهي تستأسد على سلميتك، وتتبجح بقبحها، وأعمالها البربرية المشينة .
ماذا أقول ؟ وكيف أتحدث ؟ لقد أعدموك يا أعظم المناضلين، اغتالوك يا سيد الشباب، يا نجم عدن، فأي أنجم بعدك ستبزغ ؟ وأي شمس بعد شمسك ستشرق .؟
قتلوك .. يا عبق الثورة، يا روح النضال، يا معزوفة ثورية تتردد أصداءها في أروح الثائرين .. أعدموك .. كالثعالب حينما تعدم أسد الغاب ! وأنى لتلك الصغار ان تنال من الأسد إلا بالغدر والترصد .. أطلقوا رصاصهم عليك وهم يرتعدون خوفاً من مهابتك . وسيرتعدون منك حياً وميتاً .
نم قرير العين يا نجم الشهداء، فإن قتلوا خالداً، ففي الجنوب مليون خالد على دربك سائرون، متعهدون لك بتحقيق هدفك الذي سخرت جهدك وحياتك من أجله، وأولئك الأوغاد القاتلون لن يطول مكوثهم، سيرحلون صاغرين، طالما وشعبك حيٌ يا شهيدنا ( خالد )، يرفض الطغيان ويقاوم الاستكبار، وعلى درب الشهداء سائرون .
القيادي الشبابي ” خالد الجنيدي ” .. ومن لا يعرفه ؟ فهو الذي اقض مضاجع الاحتلال في عدن، جبل شامخ لم ينحني، لم يخضع، لم يتراجع .
حاصروه وضايقوه .. حاولوا إثناءه عن نشاطه في الثورة الجنوبية .. اعتقلوه فعذبوه .. وعندما يأسوا من إخضاعه .. أسروه ومن ثم أعدموه .
قال لي يوماً، في حوار سابق معه قبل عامين عقب خروجه من معتقل الاحتلال بعدن، لقد عذبوني كثيراً، ووصف لي حينها أساليب تعذيب نفسيه وجسديه، لا يتحملها بشر، قد مارسوها عليه، حاولوا أثناءه عن نشاطه، لكنه كان صامداً كجبلاً شامخاً، لا يلين .. لا يخضع.
اليوم صار الشهيد خالد ( خالدٌ ) في وجدان الثورة الجنوبية، إلى جانب كوكبة كبيرة من شهداء الكرامة والحرية الجنوبية، خالد بنشاطه بتضحيته بشجاعته .
أعدموه وأي فتى اعدموا .. قائد وأي قائد ذبحوا .. بطل وأي بطل اغتالوا .. لقد اعدموا الحرية .. ذبحوا الإنسانية .. لقد اغتالوا وطن، ذلك الوطن كان يسكن في فؤاد الشهيد ( خالد ) حيث مزقته رصاصات الغدر والاستكبار .. فجروا قلبه برصاص الإعدام بعد ان أسروه وضربوه، فلم يكتفوا إلا أن يملئوا انكسارهم أمام شموخه وعزته، بغدرهم وإجرامهم .
أسلوب إجرام يندى له جبين الإنسانية، ولطخة سوداء في تأريخ البشرية، يعدمون أسيرا، ويستأسدون على أعزل من السلاح، أولئك الوحوش ..أصيبوا بهستيريا، أمام إرادة وصمود البطل الشهيد ( خالد الجنيدي ) .
قف :
قف عن القتل فقد جاوزت حدك/ واتق الله الذي إن شاء هدك/قف عن القتل فإن القتل نارٌ/ سوف تصلي رأسك الخاوي وزندك/ وستشوي وجهك الممسوخ شياً/ وستشوي حزبك الغاوي وجندك/ قف عن القتل فقد أسرفت حتى/ أصبح الشيطان في الطغيان ندك . ( العشماوي ) .