الوحدة الانفصالية
أ.د.عبدالكريم أسعد قحطان
بين الوحدة التي تقود الى تكامل الخبرة والجهد فتكون عزة وقوة، والوحدة التي تقود الى استحواذ المخادع الكذاب على منجزات خبرة غيره وجهده، بون واسع لا يستحق ميكرسكوب ولا تقنيات غير إعمال العقل الذي وهبه الله لنا .
تعتقد قبائل الشمال أنها بحرب 1994م على الجنوب فتحت الجنوب كي تعيده إلى سراطها المستقيم، وهي أقل من أن تعرف أن سراطها أعوج؛ لأنها لم تمارس في تاريخها مفهوم الدولة ولا تعرف معنى الوطن للجميع ولا كون الانسان خليفة الله في الأرض .
الدولة القبلية أقرب الى سلطة الحيوانات في الغاب حيث يتحكم بها الأقوى ، ومن ثم يرى شيوخ قبائل حاشد، وهي القبائل الحاكمة في اليمن،أنهم أسود الغابة ؛ لأن امتداد جبروتهم على قبائل الشمال المستضعفة خلق لهم أنياب ومخالب يهشمون بها الضحية ولا يقوى على صدهم أحد.
لكنهم أغبياء يعتقدون” أن كل البرم لسيس” ومن ثم لم يدركوا أن جبروتهم يمكن أن يطول أمده في الشمال بحكم العادة، وليس في الجنوب الذي قهر أعتى الدول الاستعمارية وخبر الدولة بمفهومها المدني الإنساني.وليس له أن يتراجع عما حقق به شخصيته الحضارية.
الجنوب ، يا بقر، قدم للوحدة ما لا تقوى على تقديمه قبائلكم .. قدم مؤسسات الدولة وكادرها المجرب مع إحساسه الوطني الذي يتناسى به نفسه ، ثم قدم أرضا بكرا ومؤسسات عامرة ووطنا معافى وإنسانا مؤهلا لبناء وطن حر ومتطور.
الجنوب اليوم يطالب بالغاء الوحدة معكم ، ولا يلغيها من حيث هي قيمة حضارية ، فهو يناضل اليوم لاستعادة حقة متوحدا وموحدا بكل فئاته وتعدد أماكنه ، فأنتم لم تتوحدوا معه ولستم ممن يتوحد مع غيره .. أنتم قبائل تنهب وعصابات تسلب وقطاع طرق ولا يمكن أن تفهموا معنى الوحدة ولا يمكن ان تقيموا دولة.