هنا جحاف ..هنا الضالع ..هنا الجنوب
انسحاب قوات الاحتلال اليمني صباح اليوم من جحاف يعد حدثا هاما ومنعطفا في تاريخ الثورة الجنوبية يحمل من الدلالات الكثير فجحاف تعد منطقة إستراتيجية إذ تقف قراها على جبلها الشامخ والمطل على كل الضالع مدينتها وقراها كما يطل أيضا على حجر والازارق وعلى بعض مناطق الجمهورية العربية اليمنية وهي بهذه الأهمية لم تكن قوات الاحتلال لتترك مواقعها فيها والتي تحتلها منذ غزو الجنوب العام إلف وتسعمائة وأربعة وتسعين إلا بعد أن تيقنت تماما إن لا قبل لها بحصار الأهالي ومواجهتهم رغم كل الآلة العسكرية التي تمتلكها والتي لم تتوانى يوما في توجيه نيران حقدها على منازل المواطنين طوال فترة الاحتلال البغيض. كما أن لجحاف كما للضالع ولكل الجنوب تاريخ يهابه الأعداء ويعرفونه جيدا فرغم كل تلك السنين ورغم القتل والقصف والهيمنة على القرى والمنازل لم تجنِ قوات الاحتلال إلا الكره والاحتقار من قبل أبناء المنطقة ، وفي محاولاتها المستميتة لإخضاع السكان عبر القتل والترهيب قابلها أولئك بالصمود ونظرات الاحتقار واللامبالاة وبشجاعة لم ولن يفهمها المحتلون لأنهم لم يعرفوا أسرارها، وطبيعة أهلها الذي تشربوا الإباء والعزة والشموخ من قمم جبال جحاف الشماء والتي تطاول بشموخها عنان السماء وتحتضن الضالع لتحميها من كيد الأعداءهذه المشاهد تحمل في ثناياها بوادر نصر وفتح من الله قريب، فهاهم جنود الاحتلال بعد 18 عاما يجرون مدافعهم ودباباتهم بعد أن لم تجد نفعا في مواجهة شموخ الجنوبي ورأسه المرفوع دوما وابدأ. بعد كل تلك السنين من القتل والقصف لم تجنِ قوات المجرم حيدر ولا القاتل ضبعان ومن وراءهم من أمراء الدم والحرب والسلب والقتل والنهب إلا الخزي والمهانة والعار والذل والصغار، رغم عشرات الشهداء الذين حصدت أرواحهم تلك المدافع هاهم أهالي أولئك الشهداء يرونها أخيرا وبعد طول انتظار تفر مذعورة بمن يجرها إلى غير رجعه لتعلن جحاف بكل قراها وضواحيها منطقة محررة من رجس المحتل اليمني ولترفع الإعلام في كل قممها الأبية إباء أهلها وشبابها وشيوخها وحرائرها، ومن الضالع هلت تباشير الفجر الجنوبي الموعود من جديد،هاهي دماء كباس ورفاقه شهداء جحاف تؤتي أكلها فتنبت بذور حرية واستقلال الجنوب، وخزي وعار وصغار قوات وسلطات وعملاء الاحتلال.