إلى القيادات التاريخية الجنوبية مع خالص التحية!
(( على القيادي المحنك ان يكون مثل الراعي يسير خلف القطيع , ويدفع الى المقدمة أوفرها قوة وصحة و سرعة وخفة وذكاء ورشاقة وقدرة على الحركة والاستدارة , دون ان تدرك انه يقودها من الخلف )) نيلسون ميندلا ,كتاب, (طريق الحرية)
الاشخاص الذين شاءت لهم الاقدار او شاءوا لانفسهم ان يشتغلوا في السياسة وصناعة وادارة القرار ويتسنموا مقاليد السلطة والحكم منذ الاستقلال عن الادارة البريطانية في 67م في عدن والجنوب عامة وحتى الاجتياح العسكري الشمالي للبلاد في 94م جميعهم نكن لهم عميق الود والتقدير كاشخاص كانوا انفسهم ضحايا لاخطاءهم السياسية القاتلة ,التى دفع شعبنا الجنوبي العظيم ثمنها الباهض جدا من دمه وحياته وكده وعرقه وراحته ,هولاء الذين واكبوا جميع المراحل وشاركوا فيها بهذا القدر او ذاك ومن مختلف المواقع والمواقف المتعارضة , وبعد ان اعلن شعب الجنوب المقهور فضيلة التصالح والتسامح والتضامن ,وهم اكبر المستفيدين من هذا الإعلان الانساني الاخلاقي العالى النبيل والسمو ,الذي كرمهم بمنحهم صفة القيادات التاريخية بمعناها الايجابي بدلا من تحميلهم كامل المسؤلية السياسية والاخلاقية والحقوقية عن ذلك المصير الفاجع الذي قادوه اليه ؟؟!كرها لا اختيارا , الا يستحق موقف مثل هذا تنكيس الرؤوس و الشعور بالخجل والندم والامتنان وتأنيب الضمير ؟؟ وربما كان اول مواقف اخلاقي يمكن ان يكون له معنا هنا من الاخوة الاعزاء (قياداتنا التاريخية) جميعهم بلا استثناء هو ان يكفوا عن المزايدة السياسية بقضية شعب الجنوب المسلوب , والمزايدة على بعضهم البعض وعلى شعبهم, فلا يحق لمن كان شريك فيما نحن فيه من حال ومآل ان يزايد على احد ابدا حتى وان كان شديد الاخلاص لثورة الشعب الجنوبي السلمية ونضاله في سبيل التحريروالأستقال , يمكننا ان نتقبل المزايدات والانفعالات والشطحات من الشباب والشابات الصغار, الجدد, الصادقين المتحمسين الابرياء , الذين تفتحت مداركهم ,على فاجعة الحرب والاحتلال ,وعاشوا طفولتهم في لضئ الرعب والخوف والدمار بلا دولة تحميهم ولا وطنا ينتمون اليه !!.
ان افضل ما يمكن للقيادات المسماة(تاريخية) في هذا الجنوب الذي نُكب منذ الأستقلال الضايع مرتين , نُكب للأسف الشديد بقياداته ونخبه السياسية الكارثية , التي أثبتت انها كانت تفتقد لأبسط مقومات ومؤهلات القيادة السياسية وتحمل مسؤولية قيادة دولة الشعب منذ اليوم الأولى لسيطرتها على مقاليد الحكم والقرار في عدن العاصمة , المدينة الحديثة المدنية الجميلة الساحرة ,الجوهرة , الدرة الثمينة ,الجنة التي تحولت بسبب الأخطأ القاتلة الى جحيم لا يطاق , لا اقول ذلك بهدف الادنة او الشماتة ,فاولآت ساعة ندم !! ليس للندم هنا قيمة ويستحيل أدانة طرف او جهة او جماعة او شخص من الاشخاص , وما اكثرها هنا في الجنوب ! ألآن وقد اصبحنا واصبح الملك لله , وبعد ان جرفنا السيل كلنا بلا استثناء , او كما قال نائب السفير الألماني قبل أمس , بعد ان (طردنا من الباص الى الشارع) بعد ان بتنا وامسينا واصبحنا واضحينا , كلنا ضحايا بلا دولة ولا سيادة ولا حرية ولا كرامة , بسبب اخطائنا السياسية , والمثل يقول (إذا اخطأ الانسان العادي اضر نفسه , اما القائد السياسي فأبسط خطأ يقترفه فإنه يضر شعبه لامحالة), اما حين تكون الأخطأ فادحة وكبيرة وقاتلة كما هو حالنا , فمن الاولى بنا ان نعيد النظر الكلي في انفسنا , ان لا نتعايش مع هذا الركام الرهيب من الفضائع وكأنها لم تكن , اقول ذلك للأخوة الأعزاء من القياديين الاحياء اطال الله في اعمارهم , لا يجوز تكريس أنفسهم بهذه الصورة الفجة وكأن شيئا لم يكن ! وكأن الناس بلا ذاكرة او ضمير وشعور وحواس, (لسنا قطيع) صرخ احد الشباب مخاطبا الأباء , من الكبار , اعني الكهول والشيوخ الذينى نحترمهم , ونتمنى عليهم ومنهم اليوم وهذا واجبهم ,طالما وقد عاشوا حتى شهدوا بأم عيونهم المصير الذي آل حالنا اليه,
نتمنى عليهم ان يطمئنوا هذا الشعب المرعوب والمفجوع والمحروق يطمّئنوه , ولا يخيفوه ويزيدوا من فجيعته ,وأفضل ما يمكنهم القيام به اليوم هو ان يعملو ا بصمة وصدق واخلاص في سبيل مساعدة الشباب والقيادات الجديدة و تاهيلها وتنمية قدراتها ومواهبها ودفعها وتحفيزها وتمكينها من التصدى للمهمة الثورية العسيرة التي تنيخ بكلكلها الثقيل على عاتق هذا الشعب العظيم المهدود الحيل , والمنهك القوى بسبب اخطأ نخبه السياسية وقياداته التاريخية والظروف الأخرى وبدون تفتيش , نخلي الطبق مستور اليوم , ونحشد الجهد والجمع صوب المستقبل القادم , من اجل الجنوب الجديد الذي نريد. وطن الجميع الذي يتسع للجميع بلأ ضيق ولا تكليف ولا شطط ولا تصنيف , هذا الجنوب المأمؤل لا يمكن ان نبنيه الا بالطاقات الجديدة بالشباب والشابات الجدد , الذين يدركون بان الفجر صالح لكل الاعمار , وان الشمس تشرق كل يوم من جديد , والله من وراء القصد سلام