أعـلـنـوا الـعـاقـبـة
سماح عملاقنحن لانعاني غياب العدالة بقدر ما ينقصنا إعلانها. تطبيق أحكام الله وقضاء القانون خلف أبواب السجون لايجدي؛ فالعقاب ليس مجازاةً للجناة فقط بل ردعًا لمن تسول له نفسه اقتفاء الأثر بعدهم. في هذه المسألة أنا معجبةٌ بسياسة الزعيم الراحل صدام حسين -رحمه الله- في إعلان العقوبات بساحة عامة تحت تغطية إعلامية موسعة، وإثارة ذعر الشعب بعد إدراكهم العميق لأسباب إعدام فلان أو رجم فلانة أو صلب فلان …فرغم أن القاتل يعلم عواقب جرائمه، والسارق مدرك لفداحة مايفعل، والمختلس يؤنبه ضميره بين الحين والآخر، إلا أن كلًا منهم يظل سالكًا في طريقه السوداء. وإن انتهى مسجونًا سيرحل بصمت عن أنظار العالم، وسيتبعه آخرون بمختلف الظروف والإرهاصات عن علمٍ أو جهل، لكن الجريمة تظل مستمرة في تناميها. كي نبتر الجريمة من جذورها ينبغي أن نضحي ببعض المجرمين فضلًا عن إعلان مأساوية الرحلة وقتامة الوجهة في ميادين عامة أمام عدسات الإعلام؛ نحن بذلك نتخلص من ألف مجرمٍ في مهده، ونعيد آلالاف منهم للطريق القويم في تحذير مخيف، وليالٍ موحشة تجعلهم يستعيدون شريط حياتهم في سويعاتٍ قبل انجلاء الضوء في وجوههم ووجه الوطن. سياسة القسوة هذه لاتتعارض مع مواثيق الأمم المتحدة لحقوق الإنسان، بل تؤازرها وتحفظ كرامة الإنسان وأمنهِ واستقراره. إن قيم الديمقراطية تثمر في مجتمعات الوعي، والسَّلمِ والثقافة لكنها تزيد الطين بلّة في بلدانٍ عالقةٍ بين الجهل والحرب والعصابات الدامية. نحن بحاجة لارتكاب بعض الأضرار كي نحقق مكاسب أكبر بكثيرٍ منها. وبناءً على ماسبق.. أرجو صلب قتلة عبدالله الأغبري في “ميدان السبعين” بصنعاء ثلاثة أيامٍ -على الأقل- تحت الحراسة المشددة، وليمارس الشعب حقه في تعزيرهم، ولعنهم ورجمهم، وتظل الكلمة الأخيرة للسلطة بإعدامهم هنالك تحت تغطية الإعلام. فلندع الشعب الغاضب يتنفس الصعداء، ولنقطع كل السبل إلى احتمال ظهور عبدالله أغبري آخر.
قبل_فوات_البوح