الحماران والاسد ومالك المزرعة
مصطفى النعمان
قيل ان حمارين زارا الاسد ليعرضا مظلمتهما من مالك المزرعة التي يعملان بها، وقالا في الشكوى وهما ينهقان بحزن والدموع تملؤ عيونهم ان الرجل يستخدمهما ليل نهار ويهينهما مقابل قليل من البرسيم يرسله لهما مع كلاب يجروه فوق صندوق مربوط بحبال الى اعناقهم.وذات يوم استضاف المالك الاسد في مزرعته وقدم له لحوما متنوعة ووجدها فرصة ليرفه عن اولاده فاستدعى الحمارين اللذين قدما مسرعين مع نهيق مرتفع متواصل مظنة انه سيزيد من حصة العلف، لكنهما فوجئا به يلقي بالقليل منه ويطلب منهما ان يتشاركا في اكله.لما كانت الكمية قليلة بدأت معركة حامية بين الحمارين نزفا فيها دماء كثيرة وجرحا بعضهما ولم يتمكنا من الاقتراب من البرسيم، وكان الاسد منشغلا باللحوم الطرية الطازجة بينما المالك واولاده يضحكون وهم يتناولون افخر الطعام، وبين الحين والاخر كانوا يلقون بالمزيد من البرسيم بعيد عن الحمارين ليتسابقا عليه.استمرت المعركة حتى ظهر الاعياء على الحمارين فغادرا المكان جائعين واجسادهم مثخنة بالجراح والدماء تنزف من انوفهم ومؤاخراتهم، ولم ينتبه الاسد والمالك اليهما او ربما انهما لم يهتموا لان المالك واثق من قدرته على ان يحضرهما حين يرغب مقابل عرض قليل من البرسيم والاسد شبع حتى التخمة.مات الحماران بعد ايام ولم يحزن عليهما المالك بل اشترى حمارين اقل سنا واكثر قدرة على العطاء، ونسيهما الاسد واستمرت الاحوال كما كانت عليه في المزرعة وفي الغابة.