سميه القارمي رئيسة جمعية العيدروس النسوية التنموية الاجتماعية تكشف عن العلاقة التاريخية بين المجتمع المدني في عدن والمجتمع التعاوني الزراعي في بئر احمد
استطلاع : احمد حسن عقربي…
*ماذا جرى في الزيارة الإستطلاعية لقيادة المجتمع المدني العدني* *لمنطقة بئر أحمد الزراعية؟….*
*بئر أحمد ( سلة غذاء عدن ) وعمقها الإقتصادي والتأريخي والإستراتيجي ….*
*سميه القارمي رئيسة جمعية العيدروس النسوية التنموية الاجتماعية تكشف عن العلاقة التاريخية منذ الخمسينات بين المجتمع المدني في* *عدن والمجتمع التعاوني الزراعي في بئر احمد وتدعو إلى تعزيز الشراكة بينهما .*
*الزيارة .. تميط اللثام عن كنوز بئر أحمد الثقافية المطمورة والمنهارة بسبب نوائب الدهر* *والنهضة الزراعية في( 1957م) الوحوش الكاسرة لابتلاع الأراضي* *على حساب الأمن الغذائي لعدن .*
*سمية القارمي : عدن محافظة زراعية وستظل بئر أحمد نموذجا.*
*جمعية العيدروس تكرم أول مؤسسي للتجربة التعاونية الزراعية في* *ضواحي عدن عام( 1963م) وأول رائدة تربوية في بئر احمد تحمل* *مشعل التنوير وتكافح الجهل بين المئات من النساء من عام(1932م).*
*القارمي تطالب محافظ العاصمة عدن بالإلتفات إلى الإحتياجات الخدمية الضرورية لمنطقة بئر أحمد*
أستطلاع/ أحمد حسن عقربي
-المحطة الأولى : مع عبد الفتاح صدقة :
وكان بداية محطة القائدة المجتمعية الأستاذة/ سميه القارمي رئيسة جمعية العيدروس النسوية التنموية الاجتماعية زيارة احدى المزارع التي أنشأت قريباً وهي مزرعة المزارع الشاب عبد الفتاح عبده صدقة حسن العقربي واستمعت منه إلى شرح مفصل عن مراحل النهضة الزراعية التي شهدتها منطقة بئر احمد في( 1975م) وإنعكاسها إيجابياً على الأهالي و إمتصاص بطالة الشباب المزارعين .. منوهاً إلى الصعوبات والتحديات التي أدت إلى انحسار هذه النهضة بسبب قلة الأمطار والسيول إلى جانب العوامل السياسية والتأميم التي رمت بظلالها على الزراعة في منطقة بئر أحمد ناهيك عما أصاب الزراعة من إهمال ممنهج متعمد بعد عام( 1990م) وما أعقبها من موجات ابتلاع وعبت بالأراضي الزراعية والبناء العشوائي عليها وتحولت معظم أراضي بئر أحمد لهذا السبب من جنات خضراء غنَا إلى صحراء جرداء و كثل إسمنتية ولهث الطامعين على شراء الأراضي وبيعها بالمزاد العلني في سوق النخاسة مع فقدان عدن لأمنها الغذائي كما أستمعت رئيسة الجمعية من الشاب المزارع عبد الفتاح صدقة في سياق تناوله واقع الزراعة في بئر أحمد إلى شرح مفصل عن تجربة الشباب المزارع حالياً في بئر أحمد و كيف كان له قصب السبق في تحريك المياه الراكدة على طريق إعادة الزمن الزراعي الجميل للأجداد و القضاء على بطالة الشباب وتأمين الأمن الغذائي لعدن كما تطرق إلى الصعوبات التي يواجهها الشباب المزارع اليوم في التمويل والحصول على المواد الزراعية كالبذور و المكننة الزراعية و الأسمدة و التسويق لمنتوجاته.. داعياً قيادة محافظة عدن ممثلة بالأخ /المحافظ أحمد حامد لملس أن يعطِ جل إهتمامه للزراعة في بئر أحمد وتشجيع العمل التعاوني الزراعي و التدريب و التأهيل للشباب المزارعين عبر الدورات التي تنظمها وزارة الزراعة و مكتبها في العاصمة عدن من خلال دعم المنظمات الدولية و الإتفاقيات مع الدول الشقيقة و الصديقة في هذا المجال.
*قيادة الجمعية تثني على مزارعي بئر أحمد*
من جانبها شكرت الأخت /سمية القارمي رئيسة جمعية العيدروس النسوية التنموية الشاب المزارع عبد الفتاح عبده صدقة لاطلاعها على تأريخ النهضة الزراعية التأريخية في عدن(بئر أحمد) و الإحتياجات الضرورية لحماية المقومات الزراعية وكذلك الأراضي الواعدة و أنواع المحاصيل الزراعية و آفاق تطور الزراعة مستقبلاً في هذه المنطقة.. مشيده بإصرار هؤلاء الشباب على إعادة مجد النهضة الزراعية في بئر أحمد داعية المحافظ أحمد حامد لملس و الجهات المعنية بدعم المزارعين و حماية أراضيهم الزراعية و كذلك أراضي الدولة مطالبة مكتب الزراعة و الإتحاد التعاوني الزراعي و المنظمات الدولية, أن تدعم الزراعة و حمايتها و الإهتمام بتدريب الكادر الزراعي في هذه المنطقة ومده بالتمويل و العناية و الاهتمام.. معولة عليهم بتوفير الأسمدة الزراعية و البذور و الأبحاث الزراعية.. مجددة التأكيد على أهمية تعزيز العلاقة بين المجتمع المدني في عدن و المجتمع التعاوني الزراعي في بئر أحمد و تبادل الخبرات و مساهمة جمعية العيدروس في تدريب الشباب التعاونيين الزراعيين في المجال التنظيمي و المؤسسي.
*أما آن الأوان لإستعادة النهضة الزراعية*
من جانبه شكر المزارع عبد الفتاح الأخت/ سمية القارمي رئيسة جمعية العيدروس لزيارة بئر أحمد و الإطلاع عن قرب على معاناة المزارعين و إرادة الشباب في استعادة النهضة الزراعية التأريخية ..كما قام وفد الجمعية بزيارة المعالم التأريخية الهامة في بئر أحمد و في مقدمتها قصر الشيخ العقربي التأريخي الذي عمرّه أكثر من مائتين و خمسين عاماً و أعتمد في بنائه على طراز ضواحي البيئة العدنية وهو ما ميزه عن القصور العدنية الأخرى في عدن وهو عبارة عن قصر و قلعة للدفاع عن كيان مشيخة العقربي أبان إحتلال الإستعمار البريطاني لعدن .. و عبرت القارمي عن إعجابها بتأريخ الأجداد العقارب من أهالي بئر أحمد السكان الحقيقيين لعدن كلام وكتب مؤرخي القبائل الجنوبية و دعت المعنيين بالمدن التأريخية و الآثار بإعادة تأهيل هذه المعالم التأريخية و الحفاظ عليها بإعتبارها جزء من المكونات التأريخية التي ستظل مخزونة في ذاكرة الأجيال .
و في إطار الزيارة الإستطلاعية قام وفد جمعية العيدروس النسوية التنموية بزيارة شيخ التعاونيين الزراعيين رائد التجربة التعاونية الزراعية احد مؤسسي مدماك جمعية بئر أحمد لمنتجي القطن طويل التيلة في عام (1957م ) و مدير عام تعاونية بئر أحمد الزراعية الإنتاجية متعددة الأغراض التي أنشأت في مطلع الستينات و ما كان يطلق عليه بالخبير التعاوني الشعبي/ نجيب محمد حيدرة العقربي أطال الله في عمره الذي رحب برئيسة جمعية العيدروس التنموية النسوية لزيارتها لبئر أحمد والإطلاع عن قرب عن واقع حياة الناس ومعاناتهم بسبب غياب الخدمات في بئر أحمد والتعرف على النهضة الزراعية والمعالم الأثرية في بئر احمد .. من جانبها قامت سمية القارمي رئيسة الجمعية بمعية قيادة الجمعية بالإطمئنان عن حال هذه الشخصية الإستثنائية شيخ التعاونيين الزراعيين في عدن منطقة بئر أحمد مثنية على جهوده بإرساء أول صرح تعاوني زراعي ليس في بئر أحمد فحسب و إنماء على مستوى محافظة عدن في نشر الوعي التعاوني بين المزارعين كونه عاصر عدد من كبار التعاونيين الزراعيين الجنوبيين والعرب والأجانب قبل الإستقلال فضلاً عن إحتكاكه بكبار رجال المال والأعمال والمستثمرين في القطاع الزراعي أمثال المستثمر الأمير/ فضل عبد القوي العبدلي الذي حول بئر أحمد من صحراء جرداء إلى جنة خضراء غناء و الأخ/ نجيب حيدرة العقربي يعتبر الخبير التعاوني الذي يرجعون إليه كمرجعية تعاونية و زراعية لخبرته بالأراضي الزراعية ومعرفته بالمزارعين ,حيث قام شيخ التعاونيين/ نجيب حيدرة العقربي لدى إستقباله رئيسة الجمعية بإستعراض مراحل حياته التعاونية منذ عام(1963م) حينما تقلد منصب مدير عام جمعية منتجي القطن وكذلك مديراً عاماً للتعاونية الزراعية في بئر أحمد متعددة الأغراض ,عارضاً عليها جملة من شهادات المعاهد التعاونية الزراعية التي حصل عليها على مدى حياته المهنية و كذلك شهادات التكريم التي حصل عليها من قبل مدير المعهد التعاوني الزراعي بدار سعد و من مكتب الزراعة بعدن و من الإتحاد التعاوني الزراعي.
*الجمعية تكرم نجيب حيدرة العقربي شيخ التعاونيين الزراعيين*
تم قامت رئيسة جمعية العيدروس بمعية قيادة الجمعية بتكريم القيادي التعاوني نجيب حيدرة في منزله الكائن ببئر أحمد وسط تهاني الحاضرين له بهذه الشهادة التقديرية من قبل الجمعية وفي كلمة بهذه المناسبة دعت سميه القارمي محافظ عدن أحمد حامد لملس وزارة الزراعة و مكتبها في عدن و رئيس الاتحاد التعاوني الزراعي بتكريم هذه الهامة التعاونية الذي كان له ولا زال بصمات طيبة في المجال التعاوني الزراعي ب بئر أحمد و دعت المزارعين الشباب الجدد الرجوع إلى هذه المرجعية الزراعية التي لن تتكرر و لن تعوض .
من جانبه شكر الخبير التعاوني نجيب محمد حيدرة العقربي رئيسة جمعية العيدروس و قيادتها و المجتمع المدني في عدن بهذه اللفتة الكريمة لزيارته و الإطمئنان عن صحته و أعتبر الشهادة التقديرية التي كافأته بها قيادة الجمعية بمثابة وسام فخر و إعتزاز على صدره وتعبر عن عمق العلاقة التأريخية بين المجتمع المدني في عدن و القطاع التعاوني الزراعي في بئر أحمد وشكر نجيب محمد حيدرة في ختام حديثه زيارة وفد الجمعية
وقال أنتهز هذه الفرصة لأدعو محافظ عدن لتنفيذ مشاريع خدمية ضرورية ببئر أحمد وفي مقدمتها مشروع الصرف الصحي كما تحتاج المنطقة بسبب الكثافة السكانية فيها إلى إستحداث مدرستين ثانويتين ..ودعا أعيان بئر أحمد أن يتعاونوا مع قيادة جمعية العيدروس في تنفيذ مشروعها المجتمعي التنموي لصالح تدريب وتأهيل بنات بئر أحمد في كافة المجالات المهنية والتدريبية .
و تواصلاً لزيارتها الإستطلاعية التفقدية للرواد في بئر أحمد زارت سمية القارمي المزار و المعلم التأريخي مدرسة رائدة التربية و العلم و التنوير المربية الفاضلة المرحومة/ زهراء علي صدقة العقربي التي كانت السباقة على مستوى عدن و ضواحيها بحمل مشعل وهج العلم و فأس مكافحة الجهل بين صفوف المئات من شابات وشباب بئر أحمد في ذلك الزمن الذي عشعش فيه الجهل لترسي مدماك أول تجربة تربوية رائدة منطلقة من منزلها التأريخي المتواضع مقدمة نفسها شعلة تحترق لإنقاذ الأجيال من الجهل و أرست أول تجربة تربوية تقدم خدماتها التنويرية مجاناً دون مقابل و لوجه الله و بفضلها تبوأت الكثيرات من بنات المنطقة مواقع مرموقة في أجهزة و مؤسسات و مرافق الدولة و لذلك كرمتها رئيسة جمعية العيدروس بشهادة تقديرية كوسام عرفان لخدماتها الجليلة تم استلامها من قبل أحد أقاربها بين أطلال بيتها ومدرستها القديمة مع قراءة الفاتحة على روحها و دعوة رسل العلم الشباب الاقتداء بها و إجراء الأبحاث العلمية عن تجربتها التربوية فهي تستحق كل تقدير.
*قائدة جمعية العيدروس تطالب بإعادة تأهيل منزل التربوية زهراء*
و طالبت رئيسة جمعية العيدروس بإعادة ترميم و تأهيل مدرسة الحجة المرحومة لأنه أصبح جزء من ذاكرة بئر أحمد و قبائل العقارب و من المكون التأريخي التربوي على مستوى عدن .. من جانبهم شكر أقارب المرحومة الحجة زهراء هذه اللفتة الكريمة من قبل جمعية العيدروس لرائدة العلم و المعرفة في المنطقة وعلى مستوى عدن و الإقتداء بأخلاقها و قناعة نفسها تجاه خدمة الجيل داعيين لها بالرحمة و المغفرة
*مطالب و إحتياجات ضرورية لأهالي بئر أحمد*
و في ختام زيارتها للمنطقة و التعرف عن قرب على هموم أهلها الزراعية و الخدمية و الصحية و التربوية ..دعت سمية القارمي الأخ/ أحمد حامد لملس محافظ العاصمة عدن الذي بدأت ثمراته الطيبة تتفتح زهورها في الخدمات الضرورية للمواطنين و اعتبرها في سلم أولوياته و في مقدمة المطالب لأهالي بئر أحمد كما لمستها رئيسة الجمعية عن قرب في زيارتها إلى إصلاح حال المياه علماً أن بئر أحمد تمتلك أكبر مخزون و حوض مائي يغذي عدن لكن أهلها يعانون من أزمة مياه.. كما دعته أيضاً و الجهات ذات العلاقة في المحافظة و مديرية البريقة و أعيان بئر أحمد الذين حظيوا بخيرات هذه المنطقة إلى توفير الإحتياجات الضرورية لهذه المنطقة التي تميزت بتواجد الكثافة السكانية ,ولوضع حد لحفر البيارات العميقة التي بدأت تلوث مياه الحوض المائي والعمل على منع البناء العشوائي أو شراء الأراضي في حرم أو قرب الحوض المائي لخطورته على صحة أبناء محافظة عدن و أحالت هذه المهمة بصفة أساسية على الهيئة العامة للمياه والصرف الصحي .. كما ناشدت المحافظ بتوجيهه لوزارة الصحة و مكتبها بعدن لمكافحة البعوض مسبب الأمراض للأهالي و ردم المستنقعات.. ووجهت رسالة إلى وزارة التربية و التعليم و مكتبها في عدن و مدير عام مديرية البريقة ببناء مدرستين ثانويتين للطلاب و الطالبات بدلاً من معاناتهم بالذهاب إلى مدينة الشعب علماً أن الكثافة السكانية زادت في بئر أحمد بشكل لا يتوقعه العقل إلى جانب الإهتمام بالزراعة وعدم البناء على أراضيها و دعم المزارعين و تعاونياتهم الزراعية بالقروض الممكنة للزراعية وكذلك توفير البذور و السماد و التدريب و التأهيل للمزارعين و أبنائهم و تشجيعهم على الإنتاج الزراعي و إعادة مجد بئر أحمد التأريخي القديم كسلة غذاء عدن التي كان لها قصب السبق في شحن أول طائرة من البطيخ (الحبحب) إلى دولة الكويت الشقيقة في عام( ١٩٦٠م ) لحلاوته و إحمراره بذلك الزمن الزراعي الجميل على مستوى الجنوب .. و تمنت في ختام كلمتها لأهالي بئر أحمد النماء والازدهار.