مسبارالأمل الإماراتي إلى المريخ ومهامه الواعدة
تهدف بعثة الإمارات لإرسال مركبة فضاء غير مأهولة إلى مدار المريخ، وكما هو الحال مع بعثات المريخ الأخرى هذا العام؛ والتي تديرها الصين والولايات المتحدة، فإنه من المقرر أن تنطلق مهمة الإمارات العربية المتحدة بين يوليو وأغسطس/تموز وآب 2020 وتبدأ العمليات في المريخ بحلول فبراير/شباط 2021.
مختارات
الإمارات تعمل على إنشاء مستوطنة بشرية دائمة على سطح المريخقدمت الإمارات العربية المتحدة برنامجا طموحا يتضمن مدينة لمحاكاة الحياة على كوكب المريخ، بالإضافة إلى إعداد رواد فضاء وأقمار ومسبار فضاء يمهدون لإنشاء “مستوطنة دائمة على المريخ” بحلول العام 2117. (12.04.2017)مسبار “الأمل” الإماراتي يصل المريخ بعد ستة أعوامالإمارات تختار أول رائدي فضاء عرب لمحطة الفضاء الدولية
“الأمل” هي أول مهمة بين الكواكب لدولة الإمارات العربية المتحدة، وتهدف من خلالها إلى تزويد المجتمع العلمي العالمي ببيانات جديدة، ومن المنتظر أن يحلق المسبار حول المريخ بطريقة لم تحصل من قبل. وقد تم الإعلان عن المهمة في عام 2014 بعد دراسة جدوى تمت في العام الذي سبقه، وبعد سبع سنوات فقط من طرح الفكرة. وفي اختيار الاسم يقول الشيخ محمد بن راشد، نائب رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة وحاكم إمارة دبي، إن الحكومة اختارت الاسم من “آلاف الاقتراحات .. كونه يرسل رسالة تفاؤل لملايين الشباب العرب. “
مهمة “مسبار الأمل” الإماراتية: التحضيرات جارية على قدم وساق لإطلاق المسبار في موعده
سجل ناجح في قطاع الفضاء
قطاع الفضاء الإماراتي صغير ولكنه يتمتع بسجل ناجح، فقد نشط في مراقبة الأرض لنحو عقد من الزمن، ويعود تاريخ القطاع إلى عام 2006 عندما بدأت وكالة الفضاء الوطنية، التي يديرها مركز محمد بن راشد للفضاء، برنامجا لتبادل الخبرات والمعرفة مع كوريا الجنوبية. وساهم هذا التعاون في إنتاج مجموعة من الأقمار الصناعية لرصد الأرض، بما في ذلك DubaiSat-1 و DubaiSat-2، واللذان أطلقا تباعا في 2009 و2013، وتبعهما ساتل أو قمر نانوي هو نايف Nayif-1 في 2017، أما في 2018 فقد تم إطلاق أول قمر صناعي للاستشعار عن بعد تم صنعه وتصميمه في الإمارات بشكل كامل. كما أصبح هزاع المنصوري أول إماراتي يذهب إلى الفضاء في مهمة علمية عام 2019.
لماذا هذا التوقيت للرحلة؟
تم جدولة الإطلاق في تاريخ 14 يوليو/تموز، ولكن قد يتم تمديده حتى منتصف أغسطس/آب، وذلك اعتمادا على ظروف الطقس وأي مشاكل تقنية أخرى، وسيتم إرساله للفضاء من مركز تانغيشيما الفضائي في اليابان، والذي استخدم عام 2018 لإطلاق “خليفة سات”.https://www.youtube.com/embed/aHhlHFv4O_A?wmode=transparent
وسيقوم صاروخ ياباني يدعى H-IIA بحمل المسبار إلى الفضاء، ومن المتوقع أن يصل مسبار “الأمل” لمداره في المريخ في فبراير 2021 ليتزامن مع احتفالات الذكرى الخمسين لتأسيس دولة الإمارات العربية المتحدة.
واختير هذا الموعد بالتحديد كون الأرض والمريخ يصطفان، كل 18 شهرا إلى 24 شهرا، بطريقة تجعل مدة الرحلة تستغرق سبعة أشهر بدلا من تسعة، ولكن في حال فشل إطلاق المسبار في هذا التاريخ، فستحتاج الإمارات للانتظار عامين آخرين، والذي لا يتناسب مع احتفالات الذكرى الخمسين.
ويتميز مدار المسبار الإمارتي بكونه إهليلجيا يتراوح قطره ما بين 20 ألف كم في أدنى مستوى له، و43 ألف كم في أعلى مستوى، وقد صممه العلماء للسماح لهم باستكشاف “نهاري” أو الدورة اليومية لكوكب المريخ، وهذا ما لم يتم فعله من قبل.
المهمة وأهدافها
وتهدف رحلة “الأمل” إلى تحقيق ثلاثة أهداف علمية، لكن الهدف الرئيسي هو تقديم أول صورة كاملة للغلاف الجوي للمريخ، وبمجرد التحقق من هذه البيانات، فستكون متاحة لمجتمع أبحاث الفضاء العالمي.
وتتلخص الأهداف بمحاولة فهم الديناميكيات المناخية للمريخ وخريطة الطقس العالمية لكوكب الأرض، وشرح كيف يؤثر الطقس في كوكب المريخ على فقدان الهيدروجين والأكسجين من غلافه الجوي، وفهم بنية وتنوع الهيدروجين والأكسجين في الغلاف الجوي العلوي، وتحديد سبب فقدان المريخ لتلك الغازات في الفضاء.
هدف رئيسي آخر هو تقديم مجتمع علوم عالمي برؤى جديدة ومفيدة حول كوكب المريخ وزيادة فهمنا لكيفية ولماذا يكون المريخ غير صالح للسكن للبشر، ولماذا لا يحمينا الغلاف الجوي بنفس الطريقة التي يحمينا بها الغلاف الجوي على الأرض.https://www.youtube.com/embed/bTeF8EUiKbE?wmode=transparent
وفي هذا تحاول الإمارات العربية المتحدة توسيع قطاع العلوم والتكنولوجيا لتحويل البلاد إلى اقتصاد قائم على المعرفة مع انخفاض الطلب العالمي على النفط. وسيقوم المسبار على جمع المعلومات من سطح المريخ لمدة عام كامل.
الأجهزة المستخدمة في المسبار
يتميز مسبار الأمل باحتوائه على ثلاث أدوات: الإمارات للتصوير الإلكتروني (EXI) ؛ والذي سيدرس الغلاف الجوي السفلي للمريخ ويلتقط صورا عالية الدقة، ويقيس العمق البصري لجليد الماء في الغلاف الجوي ويحلل الأوزون المريخي، ومطياف الإمارات للمريخ بالأشعة تحت الحمراء (EMIRS)والذي سيدرس الغلاف الجوي السفلي المريخي، ويقيس التوزيع العالمي للغبار وسحب الجليد وبخار الماء ودرجة الحرارة، وأخيرا مطياف الإمارات للأشعة فوق البنفسجية (EMUS)؛ سيقيس مستويات وتنوع أول أكسيد الكربون والأكسجين في الغلاف الحراري للمريخ، كما سيقيس الأكسجين والهيدروجين في الغلاف الخارجي.
التعاون الدولي وفرص النجاح
أقام مركز محمد بن راشد للفضاء تعاونا مع مختبر فيزياء الغلاف الجوي والفضاء بجامعة كولورادو بولدرو، ومختبر علوم الفضاء في جامعة كاليفورنيا بيركلي، ومدرسة استكشاف الأرض والفضاء في جامعة ولاية أريزونا. كما تعاون مع كلية لندن الجامعية، التي أنتجت تقرير “تحليل القيمة” حول استغلال الإمارات للفضاء من أجل تطوير مستقبلها.
ولا يعد غزو الفضاء سهلا أبدا، لاسيما وأن الكثير من الأخطاء قد تحدث، ولكن الإمارات نجحت مسبقا في إطلاق “خليفة سات” من اليابان، والذي استخدم فيه ذات النوع من الصواريخ، ما يعطي مؤشرا جيدا جدا. وكانت أقمارها في رصد الكرة الأرضية قد حققت أداء جيدا، ولذلك هناك فرصة جيدة في نجاح مسبار “الأمل” بدخول المدار المريخي وبدء مهمته في فبراير/شباط المقبل. وسواء نجحت مهمة “الأمل” أم لا، فإن الإمارات لديها خططا أكبر في الفضاء، إذ ترغب بإقامة “أول مستوطنة بشرية صالحة للسكن”على سطح المريخ بحلول عام 2117.