جمال بن عمر يكشف في حديث خطير اسرار دخول الحوثيين الى صنعاء وكيفية سيطرتهم على السلطة.
متابعات/ وكالات /
في لقاءه مع برنامج بلا حدود على قناة الجزيرة تحدث المبعوث الأممي السابق إلى اليمن جمال بن عمر ، ، عن مهمته في اليمن أثناء عمله ، حيث كشف عن الطرف الذي مكن الحوثيون من الدخول إلى صنعاء والسيطرة على مفاصل الدولة ، وإنتقد التحالف ” عاصفة الحزم”.
وقال ان الهدف من المبادرة الخاصة بالأمم المتحدة كانت للإطلاع عن كثب عن ما يجري في اليمن وتحديد أسباب التوتر ومحاولة توفيق الآراء ما بين الفرقاء السياسين كي لا يتطور ، لأنه كانت هنالك إشارات واضحة بأن التوتر كاد يؤدي لحرب أهلية في 2011م.وقال : قلت في جلسة مغلقة أمام مجلس الأمن أن اليمنيين كانوا قاب قوسين من الوصول لحل في اليمن : لم نكن متحمسين في الأمم المتحدة لفكرة الحصانة الخاصة بالرئيس السابق علي عبدالله صالح ومن عمل معه.وقال بن عمر جميع رؤساء الأحزاب السياسية كانوا مؤيدين للحصانة لعلي عبدالله صالح ، وكذلك دول كبرى وخليجية.وعن سؤاله كيف اقتنع علي عبدالله صالح بالتوقيع على المبادرة الخليجية قال : علي عبدالله صالح طلب مني أن اجمع وزراء خارجية دول الخليج إلى صنعاء للتوقيع على إتفاق المبادرة الخليجية .وقال بن عمر : لم يتم نقل السلطة أبداً حيث وأن حزب المؤتمر إحتفظ بمقاعد 50% من الحكومة وكذلك الأغلبية في مجلس النواب لحزب علي عبدالله صالح وكذلك المجالس المحلية والوظيفة العمومية ، وبدأ علي عبدالله صالح يتدخل بكل صغيرة وكبيرة ، وما حصل خلال هذه الفترة كانت هنالك اشكالات كثيرة بنقل السلطة والعرقلة التي كنت اشرحها لمجلس الأمن ، وخلال تلك الفترة عقد مؤتمر الحوار وتم المشاركة فيه جميع المكونات اليمنية .وعن كيف وصل الحوثيون الى صنعاء قال : لم تكن هناك مقاومة للحوثيين واكتشفنا عندما وصل الحوثيون إلى صنعاء على أن الجيش بكل فصائله والأمن بكل جهاته لم يحرك ساكناً ، وكنت ان تكون هنالك حرب شوارع ومقاومة للحوثيين ، وأن قصة هيكلة الجيش كانت صورية وعلي عبدالله صالح كان يتواصل مع الضباط .كما قال : الحوثيون لم يدخلوا الى صنعاء الا بعد أن تم التأكيد لهم من علي عبدالله صالح على أن الجيش لن يحارب وسيتركهم للدخول إلى صنعاء ، وكأنه إنقلاب ناعم.وقال بدأت الثورة المضادة بعد توقيع المبادرة الخليجية ، وقال بأن قيادات في الجيش رفضوا إقالتهم ومنهم قائد القوات الجوية .وعن سؤاله حول إتهام اليمنيين لجمال بن عمر والأمم المتحدة بتمكين الحوثيين قال : كنت في مهمه ركزت على تقريب وجهات النظر وهذه الأطراف تشمل الحوثيين ، والذين تحاوروا مع الحوثيين هم الأطراف السياسية ودورنا في الأمم المتحدة كان دور الميسر ، وأن وثيقة إتفاق السلم والشراكة صاغها اليمنيين .وقال : الخطيئة الكبرى للحوثيين أنهم خالفوا العهد وما اتفق عليه اليمنيين وذهبوا لتحقيق العنف كونهم عجزوا عن ما يريدوا في السياسة. وقال : فوجئت بعاصفة الحزم كوني كنت بالرياض قبلها بأيام واتفقنا بأن الأزمة في اليمن لا تحل إلا بالمفاوضات .وقال : السعوديون كانوا يريدون نقل الحوار من صنعاء إلى الرياض والتوقيع في الرياض ولكن الحوثيون رفضوا هذا الإقتراح كما قمنا بإقتراح نقل الحوار إلى المغرب ولكن علي عبدالله صالح والحوثيون رفضوا ..
وقال : كنت ضد جميع التدخلات الأجنبية وإبعاد الأطراف الدولية من التدخل في الشئون اليمنية .وعن إستقالته من منصب المبعوث الأممي قال بن عمر : مورست علينا ضغوط كبيرة.وأتهمه مذيع الجزيرة بقوله : أسلوبك مكن الحوثيين من الذهاب نحو الجنوب والإستمرار في العنف.وقال قلت للحوثيين : لن تنجحوا في السيطرة على كل المناطق ، وقال : قلت للرئيس لا يمكن أن تسحق وتقضي على الحوثيين .وعن مبادرة السعودية قال : السعودية دخلت في مستنقع ولن تستفيد من ذلك المستنقع الذي وقعت فيه السعودية سوى إيران ، وقال ارحب بتلك المبادرة بغض النظر عن النواقص ولكن يمكن البناء عليها .وقال : اليمن أصبح إلى الآن وكأنه مختبر ومحل تجارب فيما يتعلق بالمفاوضات ووضع الحلول التي فشلت منذ العام 2015م .وعن حجة الحوثيين برفض المبادرة السعودية قال : تمت إضاعة وقت طويل فيما يتعلق بالحصار ووقف إطلاق النار ، والمشكلة في نظري على الفرقاء أن يتقاسموا السلطة بأي حال .وقال : إذا بدأ النقاش في الحل وما هو التصور للحل سوف تبدأ الأمور تتجه نحو الحل .كما قال : اذا كان الحل في نظر البعض عسكري لإستئصال الحوثيين فهذا لا يمكن أن يحدث ولا يساعد على الحل .وقال : التدخل العسكري الذي حدث من قبل التحالف إرتبط الحوثيون بطريقة أشد وأكبر مع إيران بسبب ذلك التدخل.وقال : لم يكن للحوثيين صواريخ وطائرات مسيرة قبل تدخل السعودية والإمارات ، وبهذا إرتبطت أكثر بإيران .وعن سؤاله حول ماذا إذا كنت مكان المبعوث الأممي ” غريفيث” قال : على اليمنيين أن يبحثوا النقاش في صلب الموضوع وما هو الحل المبني على مبدأ تقاسم السلطة .